20.0$
«قرّرت مرة في زمن كان اليأس يسيطر على اللبنانيين جميعًا، أن أتحدّى المسؤولين عن لبنان والمنطقة في الخارجية الأميركية. سألتهم مشكّكًا عن فعالية الموقف (المعلن في شأن سيادة لبنان واستقلاله) وإمكان ترجمته عمليًا. كان ذلك في منتصف ثمانينات القرن الماضي، وكنت سفيرًا للبنان لدى واشنطن. ما كان من أحد الديبلوماسيين في الاجتماع أن ردّ عليّ بتهكّم: «سعادة السفير، هل تريدنا أن نقول إن واشنطن ليست معنية باستقلال لبنان وسيادته وسلامة أراضيه؟ هل فكّرتَ ماذا سيحدث للبنان من جراء تصريحٍ كهذا؟«. «لا ينحصر التأثير الأميركي على كلّ من بلداننا في العالم العربي بأهمية سياساتها وديبلوماسيتها وحروبها واستخباراتها وجيوشها ومساعداتها المادية والثقافية، إنما -بأهمية أكبر ربما- بمنتوجاتها الاستهلاكية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. مَن مِنا غريب عن أفلام السينما الهوليودية، وهاتف الآيفون وخدماته، ومرطبّات الكولا ومشتقاتها، وبنطلون البلوجينز، وسندويش الهامبرغر، وقهوة الستارباكز، ودخان المارلبورو، وغيرها وغيرها من السلع الأميركية التي نعيشها يوميًا ويصعب العيش من دونها«. «ثمة محدودية لاستعمال القوّة. في استطاعة الولايات المتّحدة أن تربح كلّ حرب تخوضها، ولأنها لا تستطيع دائمًا أن تربح السلام، تنقلب الأوضاع عليها من رابحٍ إلى خاسر. ...منطق السيادة في العالم والمقاومات الشعبية التي انتشرت منذ منتصف القرن الماضي، ناهيك بالإرهاب، يمنع الانتصار الكامل والشامل في حروب هذا القرن». «ما أرجوه أن أنقل إلى القارئ اللبناني والعربي الرؤية الأميركية المرئية الظاهرة للعلاقات بين القوّة العظمى هذه وعالمنا العربي. لعل ذلك يحضّهم على اتّخاذ مواقف توصف بالعزة والكرامة التي ربما تقود إلى أن يصبح مصيرنا بين أيدينا نحن: لا من صنع الآخرين».
الناشر | سائر المشرق |
الحجم | 17*24 |
الوزن | 471 |
عدد الصفحات | 328 |
نوع الغلاف | soft cover |
تاريخ النشر | 03-03-2019 |
النسخة | 17*24 |
ISBN | 9786144511503 |
عبدالله بو حبيب
باشر مسيرته المهنية في البنك الدولي (واشنطن) في أيار 1976 مسؤولًا في دائرة الشرق الأوسط حتى أيار 1983، عندما عُيّن سفيرًا للبنان لدى الولايات المتّحدة الأميركية حتى شباط 1990. في شباط 1992 عُيّن مستئ...
المزيد