الشرق على طريق البخور: حدود الأرض وحدود السماء، التاريخ القديم للجزيرة العربية

تاريخ

الشرق على طريق البخور: حدود الأرض وحدود السماء، التاريخ القديم للجزيرة العربية

14.0$

على الرغم من أنّ طريقَ البخور خلعَتِ اليومَ شرنقةَ الرمزيّةِ التي نُسِجَتْ حولها، ولم يَعُدِ البخورُ لسانَ التجارةِ التي طالما تكنّى الشرقُ بها، فإنّ الجزيرةَ العربيّةَ التي انبعثَ فينيقُ كيانِهَا من حصى هذه الطريق، تناسخَتْ في دُوَلٍ، جمعَتْ بين بذور الهويّة وأسمدة الحداثة، مستوحيةً من غَمْرَةِ هذا التاريخ اللُّبابَ؛ لنغدوَ أمامَ مكعّبٍ حارٍّ من العولمة الحميدة، وتبدأَ مواسمُ جديدةٌ من القطاف الحضاريّ في الكويت، والسعوديّة، والإمارات، واليمن، وعُمَان، والعراق، والبحرين، وقطر، والأردن، ومصر... يوشكُ هذا الكتابُ أنْ يحرزَ قصبَ السَّبْقِ في مجاله، حيث يُمْعِنُ في تتبّع الطرق التجاريّة التي اسْتَرَقَتْ رائحةَ البخورِ، خالقةً أفقًا واسعًا من التواصل المثمر في رحاب التاريخ القديم، ثمّ اجتذبَتْهُ خصوصيّةُ الحضاراتِ التي احتفَّتْ بها، فكانَتْ أوردةً نابضةً في جسدها الاقتصاديّ والسياسيّ والثقافيّ؛ ليسوقَ عنايتَهُ - عقب ذلك - نحو المدن والواحات والموانئ الممتدّة من جنوب العراق إلى أكسوم في الصومال؛ لعلّها تكونُ شاهدةً على حيويّة هذه الطريق، وفاعليّتها، والمنجزات التي تحقّقَتْ بين أصابعها. واعدٌ - إلى حدّ الشغف - المشروعُ الذي يكبُّ عليه المؤرّخ اللبنانيّ أ.د. طارق شمس، فهو يعيدُ قراءةَ التاريخِ القديمِ، وتحليلَهُ، واستكمالَ عناصره المبتورة، انطلاقًا من محوريّة الطرق التي تشكّلُ خيوطًا رفيعةً ومتينةً في قماشِ عُرْوَتِهِ.