الفرص الضائعة: من "اتّفاق جلاء القوّات الإسرائيلية" إلى "اتّفاق الطائف"

سير ذاتية ومذكّرات

الفرص الضائعة: من "اتّفاق جلاء القوّات الإسرائيلية" إلى "اتّفاق الطائف"

18.0$

كان لا بد، بعد أربعين عامًا على الأحداث والتحوّلات والمنعطفات الكبيرة التي شهدها لبنان وسوريا، وبخاصة أحداث العام 2024، من أن تَظهَر حقائق كثيرة طمستها المعادلات التي حكمت البلد. كان أهم الفرص الضائعة إسقاط «اتّفاق جلاء القوات الإسرائيلية من لبنان»، رغم إقراره بشبه إجماع، ومَسخ اسمه إلى «اتّفاق 17 أيار»، وتخوين مجلس النواب ومجلس الوزراء وكبار رجالات البلد. ويكشف إيلي سالم، الأكاديمي الذي انتقل إلى دائرة القرار في أكثر فترات لبنان دقة وخطورة، للمرة الأولى عن الكثير من المداولات التي تؤكّد أن الاتّفاق كان يحظى أيضًا بموافقة أكثر الشخصيات معارضةً له، قبل أن تحملهم ظروفهم، وربما حساباتهم، على إعادة النظر في تأييدها له. في هذه المذكّرات، يسرد نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية سابقًا المنحى الذي أخذته الحياة السياسية حتى نهاية عهد الرئيس أمين الجميِّل، والمعادلات التي حالت دون إقرار «مبادئ لحل الأزمة اللبنانية» التي بلورتها «ورقة سالم-الشرع» والتي اعتمدتها «وثيقة الوفاق الوطني» في الطائف، والتي كان يمكن أن تنهي الحرب اللبنانية الطويلة قبل سنتين من نهايتها، وتوفّر على لبنان مرحلة دامية، وتشوّهات وتطبيق منحرف فرضتها تداعيات هاتين السنتين المشؤومتين.