20.0$
إقتادونا سيراً على الأقدام إلى حيث مواقعنا التي قاتلناهم فيها. تقدّم أحد الضباط السوريين من النقيب الذي سلّمه مسدّسه وقال له: "أنت قائد المجموعة يا أخو.." وأطلق النار على رأسه من المسدّس وقتله أمامنا... أعدموا كلّ رفاقي أمام عيني... كان معنا عسكري من أنصار الجيش. رجاهم قائلاً: "دخيلك ما تقتلني أنا وحيد عند أهلي"، فأطلق عليه رشقاً من رشاشه المتوسط، فوقفت أنا عندها. *** وصل رتل دبابات سورية على رأسها العميد هاشم المعلّا. صفعني بيده الغليظة فكدت أغيب عن الوعي.. تقدّم وهو يدوس على المعتقلين نحو ضابط وبدأ يضربه بشدة طالب منه تقبيل رنجره. لكن الضابط اللبناني بقي منتصباً ولم ينفّذ ما طلبه منه. قال لنا النقيب: "أنا سأذهب للتحدث مع السوريين وعندما أعطيكم إشارة برفع يدي أطلقوا النار علي وعليهم"... واستحلف الضابط بحياة الرئيس الأسد أنه سيحافظ على حياتنا، فأقسم السوري فتركنا سلاحنا واستسلمنا كلّنا وعددنا 15 لكن أحد رفاقنا رفض الاستسلام. أوثقوا يديي ورجلي إلى عامود، وبدأوا بضربي وتعذيبي عندما علموا أنني كنت مع مجموعة ضهر الوحش، ثم أدخلوا شيش حديد يستعمل لتنظيف البندقية في فمي حتى زلعومي، ثم سحبوه وكلّه دماء، فشعرت بغثيان وغبت عن الوعي. إلى أن أحسست بمياه سكبوها على وجهي. أوقفونا على حائط الفيلا التي كنا محتجزين فيها وكانت الشمس قد شارفت على المغيب، فعادت صورة الإعدام إلى رأسي. خصوصاً أننا نقف على الحائط والجنود السوريون يصطفون أمامنا كالمشاهد التي نراها في الأفلام. اجتزنا بوابة الدير وكانت الطريق أشبه بالجلجلة. أدخلونا إلى إحدى الغرف وانهمر الرصاص ورموا قنابل يدوية فتساقط رفاقي من حولي وعلا الصراخ... مع انبلاج الفجر رأيت جثث رفاقي مغطاة بالدم، رسمت إشارة الصليب وبكيت بمرارة عندما أدركت أن جثث رفاقي أنقذتني من الموت.
الناشر | سائر المشرق |
الحجم | 17*24 |
الوزن | 554 |
عدد الصفحات | 314 |
نوع الغلاف | soft cover |
تاريخ النشر | 10-06-2025 |
النسخة | 17*24 |
ISBN | 9786144515037 |