يسوع الأسيني: حياة المسيح السرّية

أبحاث ودراسات

يسوع الأسيني: حياة المسيح السرّية

12.0$

آخر مرّة شُوهِد الصغير يسوع كان بعمر الاثنتَي عشْرة سنة "جالسًا فِي الهيكل وَسْط المُعلِّمين، يسمعهم ويسألهم، وكلُّ الّذين سمِعوه بُهِتوا مِن فَهْمه وأجوبته" (لوقا 2: 46-47). اختفى بعدها تمامًا لحين ظهوره في الثلاثين يعتمِد من يوحنا المعمدان في نهر الأردن. فأين كان طوال تلك المدّة وكيف "َكان يتقدّم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لوقا 2: 52)؟ يُخبِر كتاب "يسوع الأسيني" عن هذه الفترة من حياة المسيح السرّية، حياة "إيشو زيوا" (يسوع النوراني بالآرامية) في أديرة الأسينيين: بدايةً في دير واحة "عين جدي" المعروف بـ "ينبوع الطفل" (!) على ضفاف البحر الميت، ثم في مركزهم الديني الأهمّ معبد "جبل الكرمل"ّ (كرم إيل – حديقة الله بالآرامية) وأخيرًا في "مدينة الحُجُب"، "مدينة إيل" تحت "جبل الرؤى". هنا بعضٌ من سيرة حياة المسيح التاريخية، الأصحّ سيرته الروحية: تقدُّمه في الحكمة والقامة والنعمة، عند الله والناس، في المراتب الحِكَمية الثلاث: من "ابن المرأة"، إلى "ابن الإنسان"، إلى "ابن الله". الكتاب، وعلى غرار الأناجيل، حياةٌ مع المسيح. اختبار شخصي عميق معه. اتّحاد صميمي به. مشاهدة صوفية عرفانية مباشرة مثبَّتة بالأدلّة التاريخية واللاهوتية حيث التقارب حتى التماثل أحيانًا بين تعاليم جماعة الأسينيين المعمدانيين المغتسلة، وكهنوتهم على رتبة ملكيصادق الكنعاني أي طقس الإفخارستيا، وعدائهم للهيكل، وحتى لبسهم، وبين تعاليم المسيح الذي أخرج الحكمة الأسينية من كهوف التنسّك والرهبنة وأعطاها بعدًا إنسانيًا كونيًا. في "يسوع الأسيني"، المسيح هو ابن الإنسان – الاسم الأحبّ إلى قلبه: ليس "هِرَقْلًا" سماويًّا، ولا إلهًا قديمًا كلّيَّ القدرة والحضور! لا، إنه يسوع طفل السماء بيننا: يلعب، يلهو، يضحك؛ بهذا هو كلّي الحضور يملأ القلوب بهجةً. وهو المسيح في أقنوم الابن، طبيعته البشرية التي بها تقرَّب الآب السماوي من البشر؛ يعيش حياتهم. يفرح ويتألّم مثلهم. يموت موتهم، بل يموت الميتوتة الأدهى. وليس يسوع هنا ابن السماء، وبجبروتها. هو ابن الأرض بضعفها، بكفاحها، ببأسها وانكسارها فقيامتها. ولا هو هنا كلّي المعرفة؛ لحظة، بلى، هو كلّي المعرفة، كلّي الفطرة: تلك المعرفة الفَرِحة، البريئة، المعرفة الطفلة التي تحبو على رِجلَين من دهشة. هذا كتابٌ عن طفل السماء وقد غدا ابن الأرض: ليبرئها من الظلمة، لينيرها، نزل إلى ظلماتها كالشمس. نزل إلى جوف التراب ليقدح سنبلة الحياة الجديدة. كتابٌ عن المسيح ابن الإنسان؛ ليُخلِّصه كانه: يسوع الأسيني، إيشو زيوا، هو المسيح الإنساني. المسيح الإلهي هنا هو يسوع الإنسان: فحيث إنسانيتك الكاملة، هناك الله. فيه كلُّ مِلء اللاهوت يحلّ إنسانيًا. هل الكتاب وحيٌ، كشفٌ من "السجلات الأكاشية"؟ "هو حلول لاهوت المسيح: ملأني، فكتبتُه".

معلومات إضافية
الناشر سائر المشرق
الحجم 14*21
الوزن 316
عدد الصفحات 248
نوع الغلاف soft cover
تاريخ النشر 03-03-2025
النسخة 14*21
ISBN 9786144514559
المؤلف
Image placeholder

دريد عوده

دريد عوده باحث متعمّق في الفلسفة والأديان والمدارس العرفانية. أتمَّ دراساته العليا في الفلسفة والفكر السياسي في الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة مونتسكيو في مدينة بوردو، فرنسا. أديب وشاعر، أطلق مدر...

المزيد
Reviews
Login to add your review!